الرئيسية / مقالات متنوعة / مقالات وسام الثقة الشعبية… أسباب وعوامل انتصار تيار المقاومة في الانتخابات البرلمانية العراقية

مقالات وسام الثقة الشعبية… أسباب وعوامل انتصار تيار المقاومة في الانتخابات البرلمانية العراقية

الوقت – بعد انقضاء أيام معدودة على الدورة السادسة من الاستحقاق البرلماني العراقي، لا يزال الانتصار المؤزر للتيارات المنضوية تحت لواء المقاومة حديث المنتديات السياسية والمنابر الإعلامية في المنطقة، التي تتدارس أسرار هذا النصر وعوامله.

استناداً إلى النتائج الرسمية المعلنة، حصدت التحالفات الشيعية مئة وسبعة وثمانين مقعداً، وكان نصيب تيارات المقاومة من هذا الفوز العريض وافراً يسترعي الأبصار ويستوقف الألباب.

وفي خضم هذا المشهد، لا يمكن إغفال بعض الدسائس والتحليلات المغرضة سياسياً وإعلامياً التي تروم التقليل من شأن هذا الظفر، وطمس حقيقة اتساع الحاضنة الاجتماعية وذيوع صيت خطاب تيار المقاومة في النسيج المجتمعي، وتنامي ثقة الجماهير به، وذلك عبر نسب هذا النصر إلى مؤازرة بعض القوى الإقليمية وادعاء تدخلات أجنبية.

إن السرديات التي يسوقها بعض المحللين هي، في حقيقة الأمر، محاولة لتشويه مشاركة أبناء العراق والطعن في بصيرتهم وإدراكهم للواقع الراهن في البلاد، أكثر مما هي انعكاس للحقائق الانتخابية والسلوك الفعلي للناخبين.

بيد أن الواقع الجلي يشهد بأن هذا الفوز الذي تحقق في ظل نضج سياسي ووعي متعاظم للشعب، هو ثمرة باقة من العوامل السياسية والاجتماعية المتجذرة في تجارب الأمة العميقة والتاريخية، وتجاهل ذلك يُعدّ تحليلاً سطحياً لا يليق بأهل النظر والبصيرة.

ثقة الشعب بالإنجازات الأمنية للمقاومة

من أبرز بواعث تجديد الثقة الشعبية بتيارات المقاومة، منجزاتها الأمنية الباهرة على مدى العقد المنصرم، فقد كان للتجربة الأمنية التي خاضها أبناء العراق، وخاصةً إبان صعود تنظيم “داعش” الإرهابي عام 2014، أثراً بالغاً في صياغة الثقة العامة بتيارات المقاومة.

حين كانت رقعة شاسعة من أرض العراق تحت نير التهديد والاحتلال الداعشي، هبّت قوى المقاومة ملبّيةً نداء المرجعية الشيعية وانبرت للذود عن حياض الوطن، فاستطاعت في برهة وجيزة أن تقلب موازين القوى لمصلحتها وتحول دون سقوط البغداد والمناطق الاستراتيجية في براثن الإرهاب.

لذا، فإن الأمن النسبي الذي ترفل في أثوابه بلاد الرافدين اليوم، هو ثمرة يانعة لتضحيات قادة المقاومة الذين حالوا دون وقوع البلاد في قبضة الإرهابيين، وعليه، فإن إدلاء الناس بأصواتهم لتيارات المقاومة ليس وليد عاطفة عابرة في حقبة ما بعد “داعش”، بل هو تجلٍّ لثقة راسخة بجماعات وقفت مع الشعب في دياجير الظلمات وصانت أمن البلاد وذادت عن حياضها.

الأداء السياسي المتميز

إلى جانب الإنجاز الأمني، شكّل الأداء السياسي للإطار التنسيقي رافداً مهماً في تجديد ثقة الشعب بالمقاومة، فخلال السنوات السبع المنصرمة، حين تبوأت هذه التيارات مكانتها في البنية السياسية العراقية، سعت، مستندةً إلى خبرتها الأمنية وبهدف إرساء دعائم الاستقرار في البلاد، إلى أن تضطلع بدور فاعل في الساحة السياسية.

وبناءً على ذلك، استطاع النواب الشيعة، باختيارهم محمد شياع السوداني رئيساً للوزراء، وهو نفسه نتاج هذا الإطار التنسيقي، أن يضعوا حداً للجمود السياسي المستشري، وأن يمهدوا السبيل لتشكيل الحكومة ودفع عجلة البرامج الإصلاحية.

هذه التجربة الناجحة في ميدان الحكم، برهنت على أن تيارات المقاومة قادرة على تحقيق النجاح في المجال السياسي أيضاً، وبذلك اكتسبت ثقة الشعب. ويمكن ملاحظة المنجزات السياسية لهذه التيارات في مشاركة الناس في الاستحقاق الأخير، فالشعب الذي عزف عن المشاركة في الانتخابات خلال العقدين المنصرمين بسبب استشراء الفساد المالي لدى بعض المسؤولين وعجزهم عن معالجة المعضلات الداخلية، رسم لوحةً مغايرةً هذه المرة، وعلى الرغم من المساعي الداخلية والخارجية لتقليص المشاركة، سطّر العراقيون مشهداً مهيباً بزيادة بلغت أربعة عشر بالمئة في نسبة المشاركة مقارنةً بالدورة السابقة، ما يدل على أنهم لم يقعوا في شرك الدعاية المضللة، بل آثروا التصويت لهذه التيارات استناداً إلى تجربتهم وتقييمهم الواقعي لأداء تيارات المقاومة خلال السنوات الثلاث المنصرمة.

إن قدرة حكومة السوداني على تسيير دفة البلاد خلال السنوات الثلاث الأخيرة دون الوقوع في براثن أزمات سياسية خطيرة، كانت ثمرة التناغم والمؤازرة المتواصلة من الإطار التنسيقي في البرلمان والحكومة، وهذه المؤازرة حالت دون أن تدفع القوى الأجنبية العراق نحو هاوية عدم الاستقرار عبر سياسات تبثّ بذور الشقاق وتزرع الفتنة.

المقاومة من صميم نسيج الشعب

يبرهن هذا الظفر الانتخابي أيضاً على أن قوى المقاومة، خلافاً للمزاعم الخارجية، ليست عناصر مستوردة أو مفروضة، بل نبتت من صلب المجتمع العراقي، ومن تربته الثقافية الخصبة، ومن نسيجه الاجتماعي والعشائري الأصيل.

إنها ترى نفسها جزءاً لا يتجزأ من نسيج الشعب، لا منبتة عنه، وهذا ما أتاح لها أن تنسج علاقةً وطيدةً ومستدامةً مع الرأي العام، وهذا الارتباط الاجتماعي والثقافي بلغ أوج نضجه السياسي على مر السنين، واستطاعت تيارات المقاومة أن توسع دائرة حضورها من المجالات الأمنية إلى ميادين الاقتصاد والسياسة، وعليه، فإن هذه التجربة الناجحة جعلت الشعب العراقي يمنح ثقته ليس فقط للأداء العسكري لهذه التيارات، بل لقدرتها أيضاً على معالجة القضايا السياسية والاقتصادية بحنكة وبصيرة.

التجربة الاقتصادية المثمرة

اضطلع الأداء الاقتصادي لحكومة السوداني بدور محوري في إعادة بناء الثقة العامة بالتيارات المقربة من المقاومة، فقد استطاعت هذه الحكومة، بمؤازرة من الإطار التنسيقي، أن ترسي دعائم استقرار سعر الصرف إلى حد بعيد، وأن تسترد شطراً من العائدات النفطية المجمدة من الولايات المتحدة، وأن تدفع بعجلة مشاريع البنية التحتية المهمة، ما أفضى إلى استقرار نسبي في أسواق العراق.

أماطت هذه الإجراءات اللثام للشعب عن حقيقة أن تيارات المقاومة، إلى جانب دورها الأمني والسياسي، ذات باع طويل في إدارة الشؤون الاقتصادية للبلاد، وتملك زمام القدرة على إدارة الأزمات المالية وتطوير البنى التحتية، هذه الإنجازات، مقترنةً بالأداء السياسي المستدام لحكومة السوداني، دفعت الناخبين إلى تجديد ثقتهم بهذه التيارات، ليس فقط بناءً على هواجس حقبة “داعش”، بل استناداً إلى تقييم واقعي لقدراتها ومنجزاتها.

وهكذا، فإن إدلاء الشعب بأصواته لهذه التيارات ليس نتاج مخاوف فترة “داعش”، بل ثمرة معاينة مباشرة لمقدرتها على تسيير دفة البلاد في أوقات الرخاء والشدة على حد سواء.

من جانب آخر، فإن قادة تيارات المقاومة، الذين يتصدر كل منهم حزباً أو تحالفاً راسخ الأركان، قد سلكوا مسلك الشفافية والنزاهة الأخلاقية والمالية بصورة أكثر جلاءً مقارنةً بالعديد من الشخصيات السياسية المناوئة لهم. وهذه السمة الفريدة جعلت الرأي العام يوليهم ثقةً أوفى، وكانت هذه السمعة الطيبة أحد الأسباب الجوهرية وراء الإقبال الكبير على التصويت للسوداني وسائر المجموعات الشيعية في الاستحقاق الأخير.

علاوةً على ذلك، وبما أن إخراج القوات الأمريكية يمثّل إحدى الغايات المثلى للشعب العراقي، فقد أبرمت حكومة السوداني اتفاقيات مع واشنطن لانسحاب القوات وفق جدول زمني محدد المعالم، هذه الخطوات، التي تحققت في ظل ضغوط متواصلة من جماعات المقاومة في البرلمان والحكومة، لم تغب عن أبصار الرأي العام، وتجلت ثقة الشعب في صناديق الاقتراع.

إن تجديد ثقة العراقيين بالتيارات الشيعية في الاستحقاق الأخير، يكشف النقاب عن أن الشعب ما زال على عهده مع المقاومة، وأن هذا الولاء المتجذر لا تنال منه الضغوط والتدخلات الخارجية، وأن التناغم بين الشعب والمقاومة يشكّل سياجاً منيعاً أمام أي محاولة لإعادة شبح عدم الاستقرار السياسي إلى العراق.

تم حذف اربعة اشهر من منشورات الولاية يقال بسبب خطأ

إقرأ المزيد

الإمام الخامنئي: لا تعاون مع أمريكا ما دامت تدعم الكيان الصهيوني وتتدخل عسكرياً في المنطقة

من أنتم أساساً ؟! حتى ترسموا ما يجب وما لا يجب للدول التي تملك الصناعة النووية

الإمام الخامنئي: الشعب الإيراني أجبر العدو على التراجع

ياراحلا من بيننا وانت مغفور الذنوب ( أنا على العهد )

كلمة الشيخ قاسم في الذكرى السنوية الأولى للشهيد الحاج محمد عفيف ورفاقه

 كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد وآخر التطورات والمستجدات

ندعوكم لدعم موقع الولاية الإخبارية ماديارابط الدعوة تليجرام:

https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب:

https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية

سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .

https://eitaa.com/wilayah

مسؤول في حزب الله لـ”تسنيم”: المقاومة لن تستسلم لأي ضغوط ولا يمكن نزع سلاحها و«إرث الشهيد نصر الله» ما زال قائماً

خطيب جمعة طهران: على الأجهزة الدبلوماسية مقاضاة الرئيس الامريكي في المحافل الدولية

نائب وزير الثقافة الإيراني: معرض القرآن الدولي هو التضامن والوحدة والتآزر بين الناشطين القرآنيين

خطيب جمعة طهران: على الأجهزة الدبلوماسية مقاضاة الرئيس الامريكي في المحافل الدولية

نائب وزير الثقافة الإيراني: معرض القرآن الدولي هو التضامن والوحدة والتآزر بين الناشطين القرآنيين

ية اللّه الأعرافيّ: الهجمات العنيفة على محور المقاومة باءت بالفشل

مسؤول في حزب الله لـ”تسنيم”: المقاومة لن تستسلم لأي ضغوط ولا يمكن نزع سلاحها و«إرث الشهيد نصر الله» ما زال قائماً

الشهيد الشجاع: البيان الأخير لمحمد عفيف

سلسلة عمليات بطولية في الضفة تُربك العدو الصهيوني وتُسقط عدداً من جنوده

مقالات وسام الثقة الشعبية… أسباب وعوامل انتصار تيار المقاومة في الانتخابات البرلمانية العراقية

عن الحاج المحمدّي العفيف.. قائد إعلام المقاومة

بناء قاعدة عسكرية.. خطة أمريكا متعددة الجوانب للسيطرة على غزة الوقت- لم تُصبح أزمة غزة

سامة حمدان: لا يمكن القبول بفرض معادلة إما أن نُقتل أو نستسلم علينا

كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد وآخر التطورات والمستجدات

صفقة إف 35 للسعودية .. التذكير بصفقة “أواكس معصوبة العينين”

فضائل أم ابيها فاطمة (عليها السلام) في القرآن الكريم

مع الطب في القرآن الكريم – الدكتور محمد علي البار 19

تفسير غريب القرآن

علوم القرآن محاضرات القاها حجة الاسلام السيد محمد باقر الحكيم

فسير الميزان : السيد الطباطبائي

مع الطب في القرآن الكريم – الدكتور محمد علي البار 18

(( مَلْحَمَةُ مَسِيرَةِ زِيارَةِ الْأَرْبَعِينَ – الْقِسْمُ الْخامِسُ )) – من ديوان مدائح الأطهار

الامامية وفقه السياسية د. عبد الستار جبار الجابري

الامامية وفقه السياسية د. عبد الستار جبار الجابري

الامامية وفقه السياسية د. عبد الستار جبار الجابري

الامامية وفقه السياسية د. عبد الستار جبار الجابري

الصوم وكمال الانسان – الدكتور عبد الستار الجابري 06

أبناء الرسول صلى الله عليه وأله في كربلاء

على خطى الحسين (عليه السلام) د. أحمد راسم النفيس

شرح نهج البلاغة – ابن أبي الحديد – ج ١

جِهَادُ التَبْيين في فكر الإمام الخامنئيّ(دام ظله)

وصول الأخيار إلى أصول الأخبار

الاثنا عشرية في الصلاة اليومية

العقل والجهل في الكتاب والسنة – محمد الريشهري

شبهات وردود – السيد سامي البدري

الاثنا عشرية في الصلاة اليومية

الكبائر من الذنوب

زاد المبلغ في عاشوراء الجزء الأول

ما هي العواقب الاجتماعية لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

محاسبة النفس – الشيخ إبراهيم الكفعمي

المرأة حقوق وحرية وحجاب

٥٧ سبباً لترك الحجاب

المرأة حقوق وحرية وحجاب

مآثر العلماء في الطريق الى الله ٢٠

جامع السعادات – محمد مهدي النراقي – ج ١

مكيال المكارم – ميرزا محمد تقي الأصفهاني – ج ١

 

شاهد أيضاً

سلسلة عمليات بطولية في الضفة تُربك العدو الصهيوني وتُسقط عدداً من جنوده

 شهدت الضفة الغربية اليوم واحدة من أكثر الضربات المفاجئة تعقيداً ضد قوات الاحتلال، حيث تحولت ...